دخل عمر و ضرب أخته فاطمة على وجهها, و تناول الصحيفة و قرأ: (طه ما أنزلنا عليك القران لتشقى*إلا تذكرة لمن يخشى* تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى*الرحمن على العرش استوى).صدق الله العظيمو صاح عمر صيحته المشهورة: - دلوني على محمد... لقد أضاء القران قلب عمر، و أخرجه من الظلمات إلى النور. فسأل خبابا: - أين أجد الرسول الان يا خباب؟ - و أجاب خباب: - عند الصفا ، في دار الأرقم بن أبي الأرقم.... و مضت الأيام و خباب حفيظ على إسلامه و عبادته و صيامه.. هاجر مع المهاجرين إلى المدينة ، و شهد جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه و سلم... و ساعد في نشر الإسلام و تحفيظ القران و صناعة السيوف، و توفي رسول الله و هو عنه راض. كان خباب رضي الله عنه فقيرا ، فلما أعز الله الإسلام , و توسعت الدولة الإسلامية في شرق الأرض و مغربها و شمالها و جنوبها.. وفاض بيت المال في عهد " عمر بن الخطاب" و "عثمان بن عفان" فرض عمر لخباب مبلغا شهريا كبيرا لأنه كان من أوائل المسلمين ومن اللذين ضحوا كثيرا في سبيل الاسلام، فبنى خباب دارا له في الكوفة في أرض العراق ووضع أمواله في مكان ظاهر فيها و قال لرفاقه: - هنا في هذا المكان من الدار أضع كل أموالي....والله ما شددت عليها من خيط ،ولامنعتها من سائل، فيأخذ من يريد ما يريد!! كانت الدموع تنزل من عيني خباب و هو يذكر إخوانه المسلمين الاوائل اللذين مضوا و لم ينالو من ترف الدنيا شيئا.. كان يقول باكيا: - انظروا هذا كفني قد أعددته لموتي .أما حمزة عم رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يوجد له كفن يوم استشهد إلا بردة ملحاء قصيرة .. اذا و ضعت على رأسه قلصت عن قدميه، واذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه!! و مات خباب بن الأرت رضي الله عنه عام سبع و ثلاثين للهجرة، مات أستاذ صناعة السيوف ، و استاذ صناعة التضحية و الفداء...فرحمه الله..... تمت